اعتقاد أهل السنة في الولي الحق
وأما نحن فنقول: إن الولي الحق هو كما ذكر الله: (( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ))[يونس:62-63]، وأعلى الناس ولاية أعلاهم توحيداً، فمن أخل بالتوحيد أو بشيء من لوازمه أو مقتضياته فلا حظ له في الولاية، فإن ظل في دائرة الإسلام العامة فهو من جملة أهل هذه الدائرة، وأما أن يعتقد في هؤلاء ما يعتقدون فهذا ضلال وباطل وإفك مبين؛ ولذلك يجب على كل مؤمن موحد عرف العقيدة الصحيحة، وعرف حقيقة الألوهية والربوبية: أن يبين ذلك للناس، وأن يعلمهم وإن كانوا آباءه، أو إخوانه، أو عشيرته، أو جيرانه؛ أن يبين لهم حقيقة التوحيد، وأن يصحح عقائدهم في هذا الباب؛ لأنهم لا تنفعهم طاعة ولا قربة إذا فسدت العقيدة والعياذ بالله.ومهما اجتهد المرء في الأعمال، ومهما اجتهد في العبادات؛ وكان يعتقد أن غير الله له ما لله عز وجل من خصائص الربوبية والألوهية؛ فإن ذلك لا ينفعه في شيء، بل إن حقيقة الإيمان: أن يعتقد العبد أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له، وأنه لو اجتمعت الأمة على أن ينفعوه لم ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، ولو اجتمعت الأمة على أن يضروه لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه، هذا ما يجب أن يعتقده المؤمن، ويعتقد العقيدة الصحيحة في أفعال الله، وقد قدر الله، وأن يدعو إليه، ويؤمن به.والولي الحق لله تعالى هو من كان على طاعة الله وتقواه، ولا يمكن لولي من أولياء الله أن يقر أو يرضى أن يتعلق به الناس، وأن يعتقدوا فيه شيئاً من هذه العقائد الباطلة.نسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلنا من عباده المتقين، وأوليائه الصالحين. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.